أتحاد الكتاب والأدباء الكلدان 

يقول الشاعر التركي ناظم حكمت :أن لم احترق أنا وأن لم تحترق أنت ، فمن الذي يضيء لنا الطريق ؟

(تلك الحياة .. تتطور وتتقدم بتحدي لما هو قائم وقديم ، تحتاج لتجدد وصفاء ونقاء بأخلاص وتفاهي ونضال دؤوب وفق مباديء حيّة .. وهذا هو الذي نسير عليه)

تأسس أتحادنا المناضل (أتحاد الكتاب والأدباء الكلدان) في الشهر التاسع من عام 2009 ، ساهم بتأسيسه نخبة مثقفة من الكلدان الغيارى على تاريخهم وحضارتهم وأصالتهم ومنبعهم وتراثهم وأفكارهم القومية والوطنية والأنسانية وفقاً لقانون عادل ومنصف وحريص للحياة ، وعليه أستمرينا بالأتصالات والحوارات المتواصلة  لفترة تجاوزت العام لنجني ثمار جهدنا ، ببزوغ شمس الأدب والشعر والنثر الثقافي لجيل الكلدان الغيارى ، يسودهم العمل التطوعي وروح التضحية بغلاوتها على أرضية متينة تعي الظروف الذاتية والموضوعية لأستمرارية هذا العمل الثقافي والأدبي والفني ، بالتعاون والتآزر مع حيثيات الأدب والثقافة للشعب العراقي بكامل تنوعاته ، بعيداً عن التحزب السياسي وأعتماداً على الذاتيات المتواضعة بموجب القدرات والأمكانيات المتاحة ، كأعضاء الأتحاد المذكور ثقافياً وأدبياً وفنياً مهتماً بالشأن القومي الكلداني. 
فاتفقنا على اسم الأتحاد (الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان) وباللغة الأنكليزية
“THE INTERNATIONAL UNION OF CHALDEAN WRITERS (IUCW)”
وباللغة الكلدانية ( 
ܚܘܝܕܐ ܬܒܝܠܝܐ ܕܟܬܘܒܐ ܘܣܦܪܐ ܟܠܕܝܐ) عند بداية تشكيله ، وبزغ نوره بالنظام الداخلي للأتحاد كدستور يعمل وفقه ، بعد حوار جاد لأعضاءه المؤسسين(ال 25 عضو) حتى أستقر الرأي وبشكل ديمقراطي بناء في الأتفاق على مفرداته ومواده كاملة ، ودواليك تم أجراء بعض التعديلات على نظامه الداخلي.
الأتحاد تنظيم أختياري طوعي ثقافي أدبي فني قومي مستقل سياسياً ، معتمدين على الذات في تمشية امور الأتحاد من تبرعات شعبنا الكلداني واشتراكات اعضائه من الكتاب والأدباء الكلدان ، نتصرف وفق قدراتنا وأمكانياتنا المالية البسيطة المتواضعة ، لنا طموحاتنا الذاتية وفق الظروف الموضوعية المعتمدة على شعبنا الكلداني الواعي وبقية المناصرين للأتحاد من الشعب العراقي.
لقد كانت بوصلة الأتحاد متجهة نحو توعية الشعب الكلداني قومياً وثقافياً وأدبياً وفنياً ، كونه أحد المكونات العراقية الأصيلة ، لأنه أمة كلدانية بأمتياز وشعب مسالم ووديع ، يحب الخير للجميع قبل محبته لنفسه  بعيداً عن ألغاء وجود ودور الآخرين ، محترماً مشاعر وخصوصيات جميع مكونات الشعب العراقي.
للكلدان علماء وأدباء وعمال ومزارعين وتجار وأرباب العمل…والخ .، أضافة الى مختلف الحرف الأنتاجية الصناعية والزراعية والتجارية والمهنية ، ومنهم من تولى ويتولى مناصب كبيرة في العهدين الملكي والجمهوري للعراق قديماً وحديثاً.
لماذا أتحاد الكتاب والأدباء الكلدان؟

لمسنا نحن النخبة المثقفة ، ان حقوق شعبنا الكلداني  مسلوبة في وطنه وبلدان اغتراب شعبنا الكلداني  ، وهناك محاولة لتمييع تاريخه وحضارته ووجوده القومي ، لذا تطوعنا للدفاع عن الحقوق المهضومة والمتجاوز عليها من قبل الأصدقاء قبل الأعداء ، وللأسف قسم منهم كلدان قبل الآخرين الرافضين جملة وتفصيلاً وجودنا تاريخياً وحضارياً ،  لذا يتطلب العمل على نشر الوعي القومي الثقافي والأدبي والفني  بين بنات وأبناء أمتنا الكلدانية العريقة.  
فسخرت وبزغت أقلامنا لحملة واسعة في المحافل الدولية لتعريف شعوب العالم بحضارة وتاريخ  الكلدان في وطنهم الأم لأصالتهم التاريخية في بلاد الرابدين.

لذا ..  فأن مهمتنا ليست يسيرة ، بل أنها عسيرة وصعبة وشاقة ومعقدة جداً ، كون الطريق وعر وشائك وغير معبد ، وليس منثوراً بالورود والرياحين ، وللأسف الشعور القومي الكلداني  ضعيف بسبب التراكمات السابقة للأنظمة الشوفينية المتعاقبة من جهة ، ومن جهة اخرى شعبنا كنيسي ديني مغيب وجوده القومي كشعب كلداني أصيل متواجد قبل ظهور الأديان بما يقارب 5300 قبل الميلاد.   
ففي بداية عملنا الكتابي والأعلامي  الثقافي والأدبي ، كان تواصلنا مع مذبحة صوريا الكلدانية الدامية القاتلة لشعبنا الكلداني الذي صادف في 16 ايلول 1969 م ، فاستطاع اتحادنا تحفيز عمله وحشد اقلامه أعلامياً ، حتى تبنت القضية الشبه المنسية الأوساط المتنفذة في أقليم كردستان والحكومة الأتحادية ، وفي كل عام أتحادنا (أتحاد الكتاب والأدباء الكلدان) ومعه منظمات المجتمع المدني وخصوصاً الأتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا \ أستراليا يقوم بأحياء ذكرى شهداء صوريا الخالدة.

أتحادنا يقدر عالياً حقوق الكائنات الحية قاطبة في الكون ، ولا يتدخل في أنتماء أعضاء الأتحاد في الأحزاب السياسية من عدمها ، تلك قناعة العضو وحريته الكاملة من الأنتماء أم عدمه ، حيث لدينا أعضاء مستقلين سياسياً ، وفي الوقت نفسه منتمين سياسياً ، لأحزاب متعددة ، حالنا كحال بقية المنظمات المدنية الأخرى، ومن بين أعضائه كلدان مسيحيين ومسلمين وأعضاء مؤازرين للأتحاد. 
الأتحاد يمتلك رؤية واضحة وتصور كبير لمناصرة حقوق شعبنا الكلداني وقضيته القومية المهمشة والمغيبة الحقوق ، وولد وفق الظرف الموضوعي الذي حتم أنطلاقته الميمونة ، بعيداً عن الحقد والكراهية والتعصب الأعمى والضغينة والعداء لأية قوى سياسية أو دينية أو أجتماعية والخ ، بما فيهم اخواننا الآثوريين والسريان مثالاً وليس حصراً ، كوننا شعب واحد تجمعنا المشتركات العديدة والعلاقات المتميزة ، من النواحي الأجتماعية والثقافية والأدبية والفنية ، أضافة للعيش المشترك والعاداة والتقاليد المتقاربة ، لكننا لنا حق طبيعي في الأحتفاض بهويتنا القومية وتاريخنا العتيق العتيد وخصوصياتنا ومبادئنا ، (علمنا الكلداني .. شعارنا الكلداني .. نشيدنا الكلداني ..لغتنا الكلدانية .. هويتنا القومية وتاريخنا وحضارتنا الكلدانية) أنها ثوابت لا يمكننا التنازل أو المساومة عليها مطلقاً ، وأخيراً وليس آخراً تمكن أتحادنا من أصدار مجلة فصلية سميناها (بابلون) ساعياً ومتواصلاً للأستمرار بأصدارها من مدينة ملبورن \ أستراليا ، مع الأحترام والتقدير لجميع المكونات الأخرى للشعب العراقي.

 

حكمتنا: (أن لم تتمكن من زرع وردة تعطر الناس ، لا تزرع شوكة توخز أجسادهم).

منصور عجمايا

حزيران\2017

 

ملاحظة:هذه المقالة تم نشرها في مجلة بابلون التي صدرت في شهر حزيران\2017 ، من قبل نفس الكاتب بصفته مدير تحرير المجلة

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *