أتباع أول ديانة موحدة في التاريخ ..المندائيون يحيون عيد الخليقة على جزيرة “مهملة” ويطالبون بقطعة أرض لاجراء طقوسهم


(السومرية نيوز) البصرة –
أحيا الصابئة المندائيون في البصرة، الجمعة، عيد الخليقة “البرونايا”من خلال اجراء طقوس التعميد بمياه شط العرب في “جزيرة مهملة”، فيما استغل رجال دين مندائيون المناسبة لانتقاد السلطات المحلية مجددين مطالبهم بمنح الطائفة قطعة أرض لإقامة الطقوس الدينية عليها.

وقال الزعيم الديني لطائفة الصابئة المندائيين في البصرة الشيخ مازن نايف في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “أبناء الطائفة في المحافظة احتشدوا في جزيرة السندباد وقاموا بحضور رجال دين باجراء طقوس التعميد بمناسبة عيد الخليقة”، مبيناً أن “الطائفة قررت اقامة الطقوس في الجزيرة المهملة بسبب عدم امتلاكها قطعة أرض مطلة على الشط”.

ودعا زعيم الطائفة الحكومة المحلية في البصرة الى “الالتفات الى الطائفة لانها تشعر بالتهميش وأوضاعها تتجه من سيء الى أسوء”، مضيفاً أن “المندائيين بحاجة الى امتلاك قطعة أرض على حافة مياه جارية لإقامة طقوسهم حتى لايضطروا في المناسبات الدينية الى التواجد مع نسائهم وأطفالهم في أماكن غير مناسبة”.

بدوره، أكد رئيس مجلس طائفة الصابئة المندائيين في البصرة سعد مجيد الزهيري في حديث لـ”السومرية نيوز”، أن “المجلس يطالب منذ العام 2004 بتخصيص قطعة أرض للطائفة، وقد وافق في العام الماضي رئيس الوزراء نوري المالكي على طلب تخصيصها إلا أن الجهات المحلية المختصة لم تنفذ القرار لأسباب غير واضحة”.

ولفت الزهيري الى أن “الجهات المحلية المختصة إن كانت لا تريد لسبب أو لآخر منحنا قطعة أرض ذات مساحة بسيطة في موطن أجدادنا منذ آلاف السنين يفترض أن تعلن عن موقفها ليتسنى لنا البحث عن حلول أخرى”.

من جانبه، قال الشكنده (رجل دين مندائي) صباح نجرس شاكر في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “عيد الخليقة يكتسب أهمية دينية كبيرة، وهو يستمر لخمسة أيام متتالية يتم خلالها اجراء طقوس التعميد خلال الليل والنهار”، وبين أن “المندائيين في البصرة جددوا بالمناسبة معموديتهم وأكدوا إخلاصهم لدينهم ووطنهم”، لافتا إلى أن “الطقوس تضمنت استذكار الموتى من أبناء الطائفة من خلال تحضير أنواع معينة من الأطعمة بوسائل بدائية”.

وأشار رجل الدين المندائي الى أن “عدم ملائمة موقع اجراء الطقوس الدينية أثر على نفسية المشاركين”، معتبراً أن “ما يؤسف له ان حكومات دول أجنبية يعيش فيها مهاجرون مندائيون وفرت لهم أراضي شاطئية لإقامة طقوسهم، فيما لم يحصل أبناء الطائفة في وطنهم الأم لغاية الآن على أرض لهذا الغرض على الرغم من مطالباتهم المتكررة”.

ويطلق المندائيون على عيد الخليقة باللهجة العامية اسم “البنجه”، وهي كلمة فارسية تعني الرقم خمسة نسبة الى عدد أيام العيد، وهي أيام مقدسة ومضيئة تمثل فجر الحياة المكتمل والخلق العظيم الأول، ولا تحتسب أيام الخلق الخمسة ضمن التقويم المندائي، وهي في العقيدة المندائية كيوم واحد لا فرق فيها ما بين الليل والنهار من حيث العبادة وممارسة الطقوس الدينية.

ويعد عيد الخليقة “البرونايا” واحد من أصل أهم أربعة أعياد سنوية لدى الصابئة المندائيين، والأخرى هي العيد الكبير “دهواربا”، ويوم التعميد الذهبي “الدهفة ديمانه”، وعيد الإزدهار “الدهفة حنينا”، كما يحتفل المندائيون سنوياً داخل العراق وخارجه بثلاث مناسبات دينية أخرى، هي “أبو الفل”، و”أبو الهريس”، و”شيشان عبد”.

وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى إقليم الأحواز في إيران، كما يوجد الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوربية أبرزها النرويج واستراليا والسويد وهولندا، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.

يذكر أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، كان يسكنها آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا في غضون السنوات القليلة الماضية لأسباب أمنية واقتصادية، والأسر المندائية المتبقية عددها لا يزيد عن 600 أسرة، معظمها تسكن وسط مدينة البصرة، في مناطق مثل الطويسة والحكيمية والعباسية والبريهة.

وعرف عن الصابئة المندائيين عملهم في تجارة المجوهرات وصياغة الذهب والفضة، وكان أبناء هذه الطائفة يفرضون سيطرتهم التجارية بشكل شبه كامل على سوق تجارة الذهب في البصرة، لكن الأحوال تغيرت بوتيرة متسارعة بعد عام 2003، حيث فقد الكثير من الصاغة والتجار المندائيين محالهم ومعارضهم في السوق.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *